أمة فى خطر ....
هذه العبارة أطلقها الرئيس الامريكى حينما حط الروس على سطح القمر ، وأكتشف الامريكان أن الروس أهل ثقافة والامريكان دون ذلك بكثير .
لقد لمست عصب الحقيقة يا استاذى الفاضل ((( القراءة ))) واوجعتنى بحق بكلمات قراءتها بكل كيانى .
واليك خلاصة ما توصلت اليه ، لعلها تكون بداية لو لمهتم واحد من ابناءنا بالقراءة :
في نهاية القرن العشرين كانت تصدر حوالي 20 مليار نسخة من مليون عنوان سنوياً وتستهلك 30 مليون طن من الاوراق تكفي لتغليف الكرة الارضية كاملة 7 مرات .
اديسون صاحب الـ 1093 براءة اختراع كان أول ما فعله في حياته العلمية أن قراء مكتبة اسرته بكاملها فحينما بلغ سنه 13 عاماً كان قد قراء أمهات الكتب.
ا
الرسول صلى الله عليه وسلم ادرك اهمية القراءة والكتابة فألزم كل اسير أن يعلم 10 من المسلمين القراءة والكتابة حتى يفتدي نفسه ، و وعى المسلمون الدرس جيدا وانطلقوا يقرأون ويكتبون ويألفون ويترجمون وينشرون الكتب فكانت المحصلة نهضة علمية ما زلنا نفتخر بها حتى اليوم ومكتبات ضخمة نهل العالم كله منها اصول العلوم الحديثة ومن تلك المكتبات :
مكتبة بيت الحكمة في بغداد التي بلغت أوجها في ايام الرشيد وابنه المأمون ويقال أنها كانت تحتوى على 2 مليون مجلد .
مكتبة دار العلم في القاهرة التي افتتحت سنه 1005م وقال عنها بابا روما قولته الشهيرة: " إنه لمن المعلوم تماماً أنه لا يوجد احد في روما له من العلم ما يؤهله لأن يعمل بواباً لتلك المكتبة ، وأنى لنا ان نعلم الناس ونحن في حاجة لمن يعلمنا " وقد بلغت مجلداتها هي الاخرى 2 مليون مجلد .
مكتبة المدرسة الفاضلية التي أسهها القاضي الفاضل وزير صلاح الدين الايوبي والتي احتوت مجموعتها على 100 الف مجلد .
ما فعله التتار في بغداد عنا ببعيد إذ عبروا النهر بجحافلهم وخيولهم على الكتب بعد أن رموها فيه وكانت النتيجة لتلك الحروب والهجمات ضياع 8 ملايين كتاب عربي .
فالقوة على مدار الزمان والمكان ملازمة للعلم وأهله ولكن لنلقي نظرة على القراءة والكتاب في الوطن العربي ونقارنه بغيره من الكتب :
إجمالي ما تنتجة الدول العربية من الكتب يساوي 1.1 % من الانتاج العالمي لا أكثر رغم ان نسبة سكان الوطن العربي الى سكان العالم تقريبا 5 % حسب احصائيات 2006 اما ما يطبع من الكتب بالغة الانجليزية يساوي 60% من مطبوعات الكتب اجمالاً (ماذا دهاك يا امة إقراء ؟؟؟ ) .
وأثبتت الدراسات أن الطفل العربي لا يقرأ سواء 6 دقائق خارج المنهج الدراسي رغم ما للقراءة والمطالعة خارج المنهج من أثر كبير على المستوى التعليمي للطالب ، ويقراء كل 20 عربيا كتاباً واحداً بينما يقراء كل بريطاني 7 كتب اي ما يعادل ما يقرأه 140 عربي ويقرأ كل أمريكي 11 كتاباً اي ما يعادل ما يقرأه 220 عربياَ يا للأسف .
اما عن مستوى الصحافة فحسب احصائيات عام 97 فإن هناك 14 صحيفة لكل الف من السكان في مصر و 8 في الاردن و5 في عمان و 1509 في الولايات المتحدة ولا احصائيات عن اليمن -ـ موقع اليونسكو ــ .
أما على صعيد الترجمة فنصيب كل مليون مواطن عربي من الكتب المترجمة يساوي 4.4 كتاب بينما يبلغ نصيب كل مليون إسرائيلي 380 كتاب وكل مليون مجري 500 كتاب و كل مليون اسباني ما يقارب 950 كتاب .
اما عن سوق الكتب في الولايات المتحدة الأمريكية فهي حوالي 30 مليار دولار وقريباً من 10 مليار دولار في اليابان و 9 مليار دولار في بريطانيا و تبلغ مبيعات الكتب اجمالاً في كل انحاء العالم88 مليار دولار 1% فقط نصيب العالم العربي .
لا تقل لي أننا نقرأ الكتب الالكترونية او نتصفح مواقع الانترنت فالانترنت قد يكون واقعه في الدول العربية أشد إيلاماً من واقع الكتاب مقارنة مع الدول المتقدمة فمثلا الكاتب الأمريكي ستيفين كينج باع 41 ألف نسخة من روايته على النت خلال 15 ساعة من إصدارها ولكن النشر الإلكتروني لا يكاد يذكر في الدول العربية الا على استحياء وخجل شديدين ولا نكاد نسمع عنه شيئاً ذا ذكر .
ولكن مقابل كل هذا معدل ما يقضيه الطفل العربي امام التلفاز هو أعلى مما هو عنه الطفل الامريكي والاوربي .
وعن الامية فحدث ولا حرج :
• فقد قال بيان صادر عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بمناسبة اليوم العربي لمحو الأمية(8 يناير 2007 ( :
" إن الإحصاءات تشير إلى أنّ عدد الأمّيين في ارتفاع (من 50 مليون عام 1970 إلى 70 مليون عام 2005)
• اما تقرير التنمية البشرية للعام 2005 :
والمرض العضال أننا لا نكتفي بالصمت عندما يُطلب منا أن نقرأ او نسمع عن أن شخصاً ما يقرأ ويطالع لكننا نقوم بارتكاب حماقة أعظم وأفدح وهي التمسخر بكل مَن نراه يُمسك بكتاب بين يديه ونصفه بأنه مريض نفسي ومعتوه ولا يعرف مصلحته ونكيل له سيل من عبارات اللوم والتجريح والتأنيب ونتهمه بانه ليس لديه عمل وفي أحسن الاحوال إذا طلب منا القراءة نبررعدم القيام بها بسبب ضيق الوقت واذا أحصينا الساعات التي نتلفها في الغيبة او الدردشة على النت او بمضغ القات او امام المسلسات وما الى ذالك فالقائمة تطول بالأعمال التي لا تسمن ولا تغني من جوع وعلى الباصات مثلاً فأننا نكتفي بالتطلع الى وجوه المارة في الشارع وعلى الرصيف ولا يحمل اي شخص كتاب منا ليقرأه منه ولو صفحة واحدة على الأقل بالرغم من انتشار القراءة على وسائل النقل في الدول الاوربية بشكل غير عادي .
لن أقول لا حول ولا قوة الا بالله وللحديث بقية