كتبت : فرجت
وهذه النماذج يسمونها"حاضرون غائبون" ..
---------------------------------------------------------------------------------------------------------
الأب الحاضر الغائب :
تحت هذا العنوان يوجد نموذجين لعلهم هم الأسواء فى الحياة المصرية المعاصرة
الأول : الأب الذى تحول الى مجرد بنك للإنفاق فقط واقصد به الأب المغترب (المسافر لإحدى الدول ) ولعل هذا الموضوع ومن خلال خبرتى ومعايشتى فى بلاد الغربة استطيع أن أتحدث فى هذا الموضوع بنماذج حياتية واقعية رافضاً وجودها رغم استمرارها معنا
ولكننى هنا لست مفنداً لذلك الصنف من البشر الذى جعل من اولاده ايتام رغم وجودة .
الثانى : الانفصال أو الطلاق
ولى فى ذلك تجربة : كنا قد نشرنا اعلان مطلوب فيه سكرتيرة بمواصفات كذا وكذا فى بلدتى ومحبوبتى كفرالزيات فمن ضمن من تقدم فتاة فى منتصف العشرينات جادة جدا ملامحها فيها عزيمة الرجال وملابسها بسيطة ومتواضعة جداً والآن جاء دورها فدخلت بعد الاستئذان وجلست وفى معرض تعريفها بنفسها قالت أنا تعودت المسئولية منذ الصغر لى ولأمى ولأخوى فقلت لها واين ابوك فقالت أنا يتيمه الأب ولكنى لحظت تقولها بصوت حزين وكأنها تخفى شيئا وراء ذلك فقلت لها منذ متى توفى فقالت والداى لم يتوفى فأعتذرت وقلت انت قلتى انك يتيمة فقالت ما سمعته صحيح ولكنه يتم انفصال وليس يتم موت وزادت من الشعر ابيات
والدى يسكن معنا فى نفس الشارع ويوميا أمر من امام بيته واحيانا يكون امام البيت وتصادف وتقابلنا فى الشارع ولكنه للأسف لم تصافح يده يدى منذ انفصاله عن أمى وكان وقتها عمرى خمسة سنوات بل لم يسلم على حتى فى الاعياد وكأنه لم ينجبنا لا أنا ولا اخى فأيا كان الخلاف بينه وبين أمى هل تصل لدرجة الانكار والجحود
والموقف له تفاصيل أخرى عرفتها فيما بعد .(( ملحوظة )) هى قالت لى ما قالت لإنى عرفت انها تسكن فى الشارع الخلفى لأختى واختى تعرفها جيداً فبدأت تحكى وكأنها وجدت فى حكيها ما يشفيها من وجع الايام وخلوه من أب كان مفروضا أن يكون بينهم مثل بقية الناس
تحياتى